ارتبطت حضارات العالم التاريخية وحتى يومنا هذا بالمناخ والطقس اد أنه يؤثر في ولادة أو موت الحضارة في نفس الوقت كما يعتبر الطقس سببا مباشرا في توزيع الموارد الغذائية كما ونوعا.
وعند النظر بشكل أكثر شمولية وبعدا، نرى أن المناخ السائد يتبع دورات منظمة وقد وجد إحصائيا رابطا قويا بين حضارات العالم من حيث تطورها أو تراجعها وما بين الدورات المناخية التي تحدث كل 200عام. وننوه على أن الدورات المناخية تبدأ من 30-40عام وتمتد حتى قرابة 100 ألف سنة.
فقد سادت فترة مناخية باردة في القرنين الثالث والخامس ترافق مع الاخير الانهيار شبه الكامل للإمبراطورية الرومانية. فهل كانت موجات البرد وراء هجمات البربر وبعدها بما يقارب 220 عام هجوم الفاندال على ذات الإمبراطورية، كان محض صدفة؟
ثم بعد ذلك تجمد نهر الفرات في العام 608 وأيضا في العام 829 تجمد أجزاء من نهر النيل حيث سميت تلك الفترة في القارة الأوروبية بما يعرف بـ العصور السوداء (Dark Ages) حيث انتشرت المجاعات في ايرلندا بسبب البرد القارص السيبيري في العام 822.
في العام 865 خسر احدى النرويجيين مواشيه اثناء محاولته للعيش في ايسلندا من جراء الطقس السيء وتجمد مياه احدى الممرات البحرية وقد سميت ايسلندا وتعني ارض الجليد، وبعد ذلك اكتشفت الفايكنج جزيرة جرينلاند (القطب الشمالي) في العام 982 وسماها بذلك نسبة الى الأراضي والمروج الخضراء والتي عكست دفئ المناخ بشكل كبير حيث كانت خالية تماما من الجليد ابان فترة العصور الوسطى . فهل كان تدرج الأسماء محض صدفة أيضا؟ ام انه عكس سلوك المناخ أيضا.
الى أن ساد العصر الجليدي المصغر منذ القرن الثالث عشر وحتى منتصف القرن التاسع عشر تخلله فترات باردة جدا كل 200 عام في القرنين الخامس عشر والسابع عشر حيث بدا توثيق النشاط الشمسي الذي بدا طرديا مع درجات الحرارة. لكن منذ عام 1850 حتى يومنا هذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية تزامنا مع زيادة النشاط الشمسي. وسط فرضيات تربط الماضي من جهة وعلاقة الشمس مع تعاقب الدورات المناخية من جهة أخرى، على التوقعات المستقبلية على كوكب الأرض. فهل نرى دورة مناخية جديدة في مطلع ثلاثينات القرن الحالي؟
تجمد نـهر التايمز خلال العصر الجليدي المصغر و قبله نهر النيل 829م و نهر الفرات 608م
جزيرة جرينلاند خالية من الجليد خلال فترة العصور الوسطى